مشاعر تائهة في زمن اللاحب ..صدق وإخلاص مات واندثر..أخلاق كريمة واحساس برئ انقرض..
وفاء ومودة تلاشت بمرور الزمن..عبرات تشكو وحدتها ولاتجد من يواسيها..وانتهى جنون الحب
لماذا أصبحنا كالدمى المتحركة؟! لماذا نعيش في زمن ماتت فيه أسمى معاني الانسانية؟! لماذا باتت كل الأشياء باهتة بلا معنى؟!لما ذا باتت القسوة تغلف ملامحنا وتعصر أفئدتنا بلا رحمة؟ّ! ! ترى هل باتت حياتنا ظلا يستظل به وسط الغرائز الحيوانية والمصالح اللتي تتحكم فينا؟!
وإلى أين نقود أنفسنا في خضم هذه الحياة؟!
ثم ماذا ولماذا؟ّ وأسئلة عديدة معتقلة في سجن الحياة.. وإجابات حائرة لزمن يحتضر.. كم غريبة هذه الحياة حين حلقت بفضائها..!كم قاسية حين واجهت أعاصيرها..! ظلم أن يتحداني الوقت وكل النفوس والحروف الساكنة أعماق الوجد..أن تهمشني عند آخر سطر وتبعثر قواميس الكلام..لاأريد أن أحيا كي أقتل في عيون من حولي ويملأ الضباب مدني والشمس مشرقة..لم يكن لي ذنب سوى نبضي اليتيم واستيطان تلك الحرية بداخلي..سقطت القوة الصارخة بوجهي فقلبي بدأ يبكي وتناثرت أوراقي..وصرخت العاطفة حين امتلك الأخرون سيطرتي..غربة الروح لاتقوى هي تلك الأنا اغتالها المستحيل..هو ذلك الحزن أدمى مشاعر الأمل..هاأنت تختفي برحيل مباغت..تسافر بحقائب ثمينة..هوأنت قاسي..اهتمامك سطحي..ضعف الخوف يتملكك..امتداد الغياب يأخذك..هو أنت لاشك الانكسار..لكن تأكد بأن زلزالك لايهمني فهو نهاية لسقوط حلم..أعيش حالتي اليائسة بعيدا عنك كأول التمرد على مشاعري..حروفي اكتملت والتأم الجرح ولم يعد للأبجدية امتداد.. النفس تكون شمعة في درب كل فتاة ونجمة هادية في ظلمة الحياة عرفت المقاومة لكل المغريات هل في هذه الدنيا مايستحق أن نمنح قلوبنا وعقولنا السامية له؟! المعاناة دمرت جسدي.. لكنها لم تمس قلبي وروحي بشئ انني أحتفظ بهما من دنس الخطايا ووهن الرغبات.. فقدري أن أكون فتاة رهن الغدر ولن أندم لأني تعلمت الكثير.. أن أكون ضحية لحب مقياسه بلا أساس.. حطبا لنار اشتعلت لتقتل شئ اسمه احساس.. أنهكتني دوامة اسمها الحياة وأنا أغرق باحثة عن طوق نجاة.. ليت الأشياء تعود من جديد وأرفض الخضوع لحب مزيف.. وياليتني أملك مرآه لأرى مافي قلوب الناس من أمر دفين..فالحب كتابة سرية لايفهمها إلا الراسخون في العشق.. والآن أنا أدرك أنه لاشئ في هذه الدنيا يستحق البقاء..
تعساء في زمن انقلبت فيه المعايير لتغدو المحبة حقدا والحقد هياما.. نرسم حب عقدنا شخصيتنا الوهمية.. نعشق ذاتا فقط لأنها ترسم غرورا فوقكم نحن بؤساء والغدر مدموج فينا لا الغدر من طبع زماننا ولكنه طبع فينا..تعطي الوفاء لتكافأ بالخيانة.. تهب الحب لتنال اللامبلاة وتغتال المشاعر الجميلة..
إذن ماهو الحب الصادق؟! أن تنجذب للأخر دون أن تشعر أم تشعر به وتنجذب له طوعا؟! أن تحبه لأنه أعجبتك مواصفاته ومالديه من محاسن ظاهرة أم تحب مافي داخله؟ّ! أن تحبه بلا حدود أم تحب ماتريد أن تحبه فيه؟! أن تكون معه بكل العفوية والصدق أم تكون حذرا كل الحذر؟! أن تحب دون النظر إلى عيوبه وتقبلها كما هي أم تحبه لأنه بلا عيوب ثم يذهب ذلك مع الريح إن وجدتها وتهتز صورته أمامك وتبصر العيون ما تعمدت ألا تراه؟!.....
أتظن بأن الصادقين في زمن الزيف والخداع ليسوا بحمقى.. ومن يترك نفسه لأوهام الحب في زمن التحجر ليس غبيا.. المشكلة ليست بالصدق في زمن الكذابين بل في أناس جبلوا على الخداع والكذب والرياء والنفاق فنحن لسنا بزمن يعترف بحب أحمق ومشاعر مغفلة..قبل أن نطالب بصدق الحب إحصي لي كم انسانا حولك يستحق هذا الحب وهذا الصدق.. إني انتظر وأعلم بأنه سيطول بلا فائدة.. فلا أمان في زمن انكسرت فيه لغة القلب.. لأن المغريات المادية أكبر.. فلا تبني لنفسك قصورا من الوهم والخيال....
لكن أملي بأن تضاء شموع العالم أجمع على همسات حب صادق واحساس برئ.. وأن تحارب وحوش الكذب والنفاق والخيانة وتزول الأقنعة المزيفة ونواجه أعاصير الحقد والأنا.. وأن نعزف على قيثارة الصدق والمشاعر النبيلة.. ويصبح الحب والعطاء والتضحية في أحضان عيوننا ونجوم تتراقص في سمائنا.. ولكن أعلم بأنه مجرد حلم وهمي...
اعذروني فضوضاء الحروف تبعثرني.. وهمس القلم يخونني.. فالظلام عم وانتشر واخترق جدران القلوب الدافئة لتقتل ضحكة ..............................وهاهي تنتهي مسرحية الحياة لتنزل الستارة ويصفق الجمهور.. وتبقى مسرحية بلا عنوان أبطالها من غدر الزمان..
فانتبه فيمكن لزهرة من الكلام أن تخفي غابة من القتلى..