تسامح
كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه. الرجل الذي انضرب على وجهه تألم
ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي .
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
وبعد ان نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي .
الصديق الذي ضرب صديقه وأنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوها.
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال وأن تنحتوا المعروف على الصخر .
خداع نظارة
ذات يوم كنت مسافراً، وكان الجو يبدو قاتماً وكنت أحاول فتح عيني بأوسع دائرتيهما، لأحظى بأكبر قدر من الرؤية، انعكس الأمر على وضعي النفسي، فشعرت بضيق شديد اضطررت أخيراً إلى أن أوقف على جانب الطريق انتظاراً إلى أن يستعيد الجو عافيته لأواصل مسيري خلعت نظارتي لأريح عيني أثناء التوقف، وأطلقت ضحكة طويلة أزالت كدر النفس المتراكم من قتامة الجو.
وكانت مفاجأتي أن الكدر ليس في الجو ولكنه في نظارتي فما إن مسحت نظارتي حتى كان الطريق مغرياً لي بمواصلة السير ، تذكرت وقتها كيف أن كثيرين ينظرون إلى بعض الأمور، أو بعض الأشخاص نظرات معلبة، لكنها ليس لها مدة صلاحية محددة فيظلون يهابون الإقدام على تلك الأمور، نتيجة لنظرات تكونت عنها في نفوسهم عبر الزمن، وسط ظروف وأجواء معينة، ولو أن هؤلاء تخلو عن نظراتهم لحظة، واقتحموا تلك الأمور لأدركوا وقتها أن العيب ليس في تلك الأمور، ولكنه في نظارات نفوسهم فهم لو نظفوها وأقدموا، لاتضحت لهم تلك الأمور على حقيقتها.
وهناك آخرون تتشكل نظرتهم إلى بعض من حولهم من أهل أو أصدقاء أو زملاء أو جيران، وسط أجواء نفسية، قد يكون لوّنها موقف ما، جرى تفسيره بطريقة سلبية، أو حتى تكرر سماع أحكام من أشخاص مأسورين بموقف فيمثل لهم ذلك نظارة قاتمة يرون بها ذلك الشخص، أو أولئك الأشخاص ولو أنهم نظفوا نظارة نفوسهم من غبار تلك التصورات والاعتقادات، فسيكتشفون أنهم مختلفون جداً عن تلك النظرة السلبية، التي حبستهم فيها تلك النظارة
أليس من الأجمل أن نعتاد مسح نظاراتنا باستمرار، حتى لا يشكل الغبار مهما كانت خفته طبقة قد تغير لون النظارة الأصلي
قصة ورقة
يروى عن احد الاخوة انه اثناء ذهابه للمنزل حدث بينه وبين زوجته خلاف ومشاجرة وهذا الشيء ليس بغريب ولكن هذه المرة طلبت الزوجة الطلاق من زوجها وهو الشيء الذي اغضب الزوج.
وقد أخرج الزوج ورقة من جيبه وكتب عليه نعم انا فلان الفلاني اقرر وبكامل قواي العقلية انني متمسك بزوجتي تمام التمسك ولا ارضى بغيرها زوجة ووضع الورقة في مظروف وسلمها للزوجة وخرج من المنزل غاضبا.. كل هذا والزوجة لا تعلم ما بداخل الورقة, وعندها وقعت الزوجة في ورطة اين تذهب وما تقول وكيف تم الطلاق .
كل هذه الاسئلة جعلتها في دوامة وحيرة وفجأة دخل الزوج البيت ودخل مباشرة الى غرفته دون ان يتحدث بكلمة واحدة.. فذهبت الزوجة الى غرفته واخذت تضرب الباب فرد عليها الزوج بصوت مرتفع ماذا تريدين..
فردت الزوجة بصوت منخفض ومنكسر ارجوك افتح الباب اريد التحدث اليك، وبعد تردد فتح الزوج باب الغرفة واذا بالزوجة تسأله بأن يستفتي الشيخ وانها متندمة اشد الندم لعل الذي صار غلطة وانها لا تقصد ما حدث فرد الزوج وهل انت متندمة ومتأسفة على ما حدث.. ردت الزوجة: نعم نعم والله اني ما اقصد ما قلت واني نادمة اشد الندم على ما حدث.
وعند ذلك قال الزوج افتحي الورقة وانظري ما بداخلها وفتحت الزوجة الورقة ولم تصدق ما رأت وغمرتها الفرحة وهي تقول: والله ان هذا الدين عظيم ان جعل العصمة بيد الرجل ولو جعلها بيدي لكنت قد طلقتك 20 مرة.