نعم يوجد كذب حلال، يثاب المرء عليه ، فعن ام كلثوم بنت عقبه - رضي الله عنها -
قالت : ماسمعت رسول الله رخص في شي من الكذب الا في ثلاث :
( الرجل يقول القول يريد به الاصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأه تحدث زوجها ) رواه البخاري
والكذب في حديث الزوج لزوجته والزوجه لزوجها
يقصد به الكذب الذي يقوي الحب ويزيل الشقاق
فماذا يضير الزوج في ان يمدح زوجته ويبالغ في مدحها
بل ويمدح طعامها الذي لا يستسيغه وترتيبها للبيت وان كان فيه نقص
وماذا يضر الزوجه ان تمدح زوجها وتخبره بسعادتها وحبها له وتبالغ إن شاء الامر ،
وأعجب ماسمعته عن الكذب المباح قصة ( أبو غرزه )
والتي حدثت في عهد امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
واحدثها انه كان هناك رجل يقال له ( ابو غرزه ) وكان متهما بأنه يكثر من تطليق نسائه
بسبب وبدون سبب ، وفي يوم من الايام اخذ ابو غرزه بيد صديق له يدعي
( ابن الارقم ) وجعله يستمع الي الحوار الذي دار بينه وبين زوجته دخل وأبو غرزه علي امرأته ،
فقال لها : انشدك بالله هل تبغضينني ؟
قالت : لاتنشدني ، قال ( ابو غرزه ) : فإني انشدك الله ، هل تبغضينني
قالت : نعم فقال ابو غزره لابن الارقم : هل تسمع ؟
ثم انطلقا الي عمر ، فقال ابو غزره له انكم لتحدثون اني اظلم النساء
فاسأل ابن الارقم فسأله عمر ، فأخبربالذي سمعه من زوجة ابي غرزه
فأرسل عمر الي امرأة ابي غرزه ، ، فجاءت هي وعمتها
فقال : انت التي تحدثين لزوجك انك تبغضينه
فقالت إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالي
ناشدني فتحرجت ان اكذب ، افأكذب يا امير المؤمنين ؟
قال : نعم فاكذبي ، فإن كانت إحداكن لاتحب احدنا فلا تحدثه بذلك
فإن أقل البيوت الذي يبني علي الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالاسلام والاحساب
وفي روايه اخري قال لها عمر: بلي فلتكذب احداكن ولتجمل
فليس كل البيوت تبني علي الحب ، ولكن معاشرة علي الاحساب والاسلام .